إهداء من والدي لك يا جدتي

أخبرتني جدتي

أخبرتني جدتي عن زمان مضى..

عن إستعمار حقيقي وثورات متواصلة...

عن لحمة في ملحمةٍ ضارية..

عن مطالب لا نفهمها فقط نعيشها ..

أخبرتني أن تونس تشبهها، فالأم وطن و الوطن أم..

أخبرتني عن كرامات الفقر الذي يرحم الأفقر..

وعن بطولات التعب الذي يساعد الأضعف..

أخبرتني قصصاً لست أنساها،

قصص اختبأت بين طيات التاريخ،

أخبرتني أن الإنسان بطل إذا أراد، 

و أن الطفل رجل إذا شاء،

و أن الأم وطن مهما كان..

يستطيع المرء أن يعيش حياة كاملة دون أن يدرك أبسط المعاني، 

و يمكن أن تكون الحياة القصيرة مليئة بالمعاني..

وكل ما يتغير  هنا و هناك هو أنت..

جدتي الغالية

مدونة أخرى أهديها إلى كل من أحب،

فكل من أحب يحبك يا جدتي،  

عشت معك كل الدنيا، أخبرتني كل التاريخ و سافرنا معا عبر أزمنة كثيرة،

رأيتك و راقبتك كثيراً، كل حركاتك فن من فنون الجمال، لوحةٌ ربيعيةٌ متحركة تشبع كل من يتأملها و تلفه بنسماتها العطرة...

 أروع مثال للصبر، و أقدر إمرأة على العطاء،

جمعت بين أخلاق الإسلام و روائع الثقافة العصرية فصنعت مزيجا غريباً يتلذذ حلاوة الإيمان و يتقن أشكال اللغة البشرية،

نظراتك الثاقبة و مواقفك الحاسمة، لمساتك الحنونة ودموعك الحارة كلها أنت

أخبرتني الكثير فأضفت اعمارا إلى عمري، لكني مشتاقةٌ إليك وكأني صادفتك للحظة في عمري ..

 توقف زماني حيث توقفت لكني سأواصل مثل ما أوصيت.. 

أذكر أن أيامك الأخيرة تشبه كل أيامك، فكلك عبادة وكلك حب..

فسبحان من خلقك فألهمك وأحبك، ثم ابتلاك وأحبك، ثم أحبك فرحمك ..  

رحمك الله جدتي الغالية 

جدتي الجميلة 

كم اشتاق إليك، ستبقى صورتك محفورة في ذاكرتي، لن انساك، 

فقد علمتني الكثير الكثير...

علمتني الحب و التعب من أجل من نحب، 

رغم أنك لم تزاولي المدرسة إلا  أنك  أنت من حفر فينا حب العلم و إتقان العمل..

إمرأة عظيمة، سيرتي حياتنا بالفطرة، أهديتني والدي الذي يشبهك، و علمتي والدتي كل الفنون في مدرستك..

لازلت أرى صورتك فيهما، فقد جعلت نسخةً منك في كل واحد منا